بغداد – خاص
للمرة الاولى منذ اعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حل ذراعه المسلح، نظم العشرات من عناصر جيش المهدي أستعراضاً مسلحاً في مدينة النجف.
وقال قياديون في التيار ان المشاركين في الاستعراض الذي تم للاحتفال بجلاء القوات الاميركية من البلاد، هم، في الاصل، منتسبون للشرطة والجيش، وحضروا الاستعراض بأسلحتهم.
لكن مصدراً سياسياً مطلعاً، فضل عدم الكشف عن هويته، قال ان الاستعراض يأتي كرد "ميداني" على بروز عصائب أهل الحق والحديث عن دخولها للعملية السياسية، وسط معارضة قوية من الصدر.
وقال المصدر في أتصال هاتفي مع "الصباح الجديد" امس الجمعة أن استعراض النجف صورة معكوسة لجو مشحون ومتوتر بين الصدريين والعصائب في تلك المناطق، ومنها النجف.
ونفى المصدر أن تكون العصائب قد حظيت بدعم من أئتلاف دولة القانون، كما ان الحكومة تنأى بنفسها عن استخدام فصائل سياسية كأوراق ضغط لتغيير موازين القوى.
ودعا المصدر، وهو مقرب من مصدر القرار السياسي في دولة القانون، الى ان يلتزم التيار الصدري، وجميع الفصائل السياسية، بميثاق الشرف الذي وقعته الكتل السياسية بدعوة من مقتدى الصدر.
ونوه المصدر الى ان التيار الصدري يحاول الظهور بصورة سياسية مغايرة عن نشاطه في السنوات الماضية، وعلى هذا الاساس قرر حل جيش المهدي، لكن ظهور العصائب من جديد، خلط الاوراق.
وعن الاستعراض في النجف، قال المتحدث باسم زعيم التيار الصدري صلاح العبيدي خلال الاحتفال الذي أقيم في مقبرة ضحايا جيش المهدي في وادي السلام بالنجف إن "كل السلاح الذي ظهر في هذا الاحتفال هو بيد الإخوة من الشرطة والجيش العراقي وبعضهم شارك في الاحتفال للاحتفاء وبعضهم شارك في حماية المحتفلين أيضاً".
وأضاف العبيدي أن "الموقف الذي خرجت به الكتل السياسية مجتمعة برفض بقاء أي جندي في نهاية عام 2011 كان موقفاً شجاعاً نكبره من القوى السياسية جميعها".
وشهدت الاحتفالية إقامة استعراض عسكري لأكثر من 100 شخص من مؤيدي التيار يرتدون الملابس العسكري ويحملون الأسلحة.
من جانبه، قال القيادي في التيار الصدري ضياء الشوكي خلال الحفل إن "المقاومة العراقية هي التي صنعت الجلاء والنصر ولن نصدق من يقول أن السياسة أو المفاوض العراقي هو الذي أخرج المحتل الأميركي من العراق غافلاً دور المقاومة".
وأضاف الشوكي أن "المفاوض العراقي استند في تفاوضه لستر قوي وارتكز على ركن شديد"، مؤكدا أن "الذي اجبر أميركا على الخروج والهزيمة هي ضربات أبناء علي والحسين والصدريين"، بحسب قوله.
وتعد هذه الاحتفالية الأولى التي ينظمها الصدريون في الذكرى السنوية لمعارك النجف عام 2004 بين جيش المهدي والقوات الحكومية والتي أطلقوا عليها "الانتفاضة المهدوية".
يشار إلى أن جيش المهدي هم جماعة مسلحة أسسها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في خريف عام 2003 وقد دخل في مواجهات مع الحكومة العراقية والجيش الأميركي في العام 2004 في ما يسمى بـ"معركة النجف"، ثم دخل في حرب أخرى في ربيع العام 2008 مع القوات الأمنية العراقية في مدن جنوب ووسط العراق وبغداد بما يعرف بـ"صولة الفرسان" وأدت تلك الحرب إلى إعلان التيار الصدري تجميد الجيش وتخليه عن العمل المسلح.