ألمانيا- لا يعد هرمان هسّه واحدا من أكثر كتاب الألمانية قراءةً فحسب، بل أحد أشهر كتاب القرن العشرين على الإطلاق، ولذلك تُعد كتبه من كلاسيكيات الأدب العالمي. حقق هسّه نجاحا أدبيا عظيما بأعمال مثل “سدهارتا”، و”ذئب البراري”، و”لعبة الكريات
الزجاجية” أو الرواية المدرسية “تحت الساقية”. يبلغ مجمل طبعات أعماله التي ترجمت إلى أكثر من 70 لغة نحو 150 مليون نسخة.
وفي هذه الأيام تعود من جديد الحيوية إلى أعمال هيرمان هسّه الحاصل على جائزة نوبل في الأدب في عام 1946، إذ تحل في يوم التاسع من اغسطس/ آب 2012 الذكرى الخمسون لوفاة هذا الأديب العظيم.
ولد هرمان هسّه في يوم الثاني من يوليو/ تموز 1877 في مدينة كالف في منطقة الغابة السوداء في جنوب ألمانيا، وتوفي في يوم التاسع من أغسطس/ آب 1962 عن عمر ناهز 85 عاما في مدينة مونتاجنولا الواقعة على بحيرة لوغانو السويسرية.
وفي كلا المدينتين يوجد متحف يحمل اسم هرمان هسّه، يذكرنا بهذا الكاتب وقدراته الإبداعية الأدبية المتنوعة، فعلى مدار 60 عاما هي عمر إبداعه الأدبي تضمنت مؤلفات هسّه عشرات الروايات والأعمال النثرية الكبيرة بالإضافة إلى ما يزيد عن 100 قصة و1400 قصيدة. أما عمله الأعظم “لعبة الكريات الزجاجية” وآخر رواياته فقد انتهى منه في عام 1943.
ومن خلال قصة يوسف كنشت، أحد اساتذة فن تصنيع الزجاج الدقيق، استطاع هسّه أن يمزج في تلك الرواية كل التيارات الفكرية التي مثلت أهمية في حياته.
رسم هسّه بهذه الرواية نموذجا مثاليا إنسانيا مضادا للفكرة التي انتشرت في ألمانيا النازية، تلك النازية التي كان يرفضها هسّه من أعماق أعماقه. تحولت هذه الرواية بالنسبة لجيل الطلاب الذي ثار في عام 1968على السلطة الأبوية والوصاية إلى الكتاب الأيقونة لثورتهم.
وإلى يومنا هذا لا يزال القراء في كافة أنحاء العالم شغوفين بهرمان هسّه أيما شغف. ويكمن أحد أهم أسباب هذا الشغف في أن هسّه كان دائما يطرح في أعماله القضايا العظيمة المرتبطة بالوجود الإنساني.
وبمناسبة ذكرى وفاته الخمسين لا تزال إلى يومنا كثير من وسائل الإعلام الألمانية تعيد أكتشاف هرمان هسّه، حيث تصدر هذا الأديب غلاف مجلة “دير شبيجل” الألمانية ليوم 6أغسطس/ آب وقد اتخذ هيئة متحدية، بينما تصدر هسّه الموضوع الرئيس للمجلة عبر ثمان صفحات بأكملها، حيث خلص الموضوع إلى نتيجة مفادها أن هسّه يزداد حيوية عن سابق الأيام. ولا تزال موضوعاته الكبيرة مثل تشكيل الفرد لحياته، وحماية الطبيعة أو البحث عن مقصد حياتي أسمى من مجرد الاستهلاك تحرك إلى يومنا هذا كثيرا من الناس.
وقد ظهر في دار نشر زوركامب أحدث كتاب يعبر عن هذا الاهتمام بهرمان هسّه الذي لم يفقد لأجيال متتابعة من القراء بريقه، حيث حمل الكتاب عنوان: “هرمان هسّه يجيب … في الفيسبوك”، حيث يقدم الكتاب إجابات الأديب عن التساؤلات التي شغلت قراء هسّه على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك “هرمان هسّه يجيب”.